من جانبه قال البروفيسور أحمد البحوتي، استشاري طب الإنجاب والعقم في مركز هيلث بلاس للإخصاب، ورئيس المؤتمر: "نرحب بالوفود المشاركة في مؤتمرنا اليوم. وخلال أيامه الثلاثة، سنشهد حوارات بناءة وفعاليات ملهمة تهدف بالمجمل لتثقيف المشاركين ومنحهم مزيداً من المعلومات حول هذا الموضوع الهام. وأتطلع شخصياً لرؤية الأثر الذي ستتركه الجلسات الحوارية، مع تناولها لمجموعة من المواضيع الهامة، والتي أثق بأنها ستعزز مستويات الابتكار في مجال الخصوبة وطب الإنجاب".
وشملت جلسات اليوم الأول موضوعات الجراحة الإنجابية، وتحسين نتائج أطفال الأنابيب، والعقم وما بعده، وتحديات الإنجاب. وافتتح الجلسات البروفيسور عمرو الشلقاني، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب، جامعة عين شمس، مصر
عبر جلسة بعنوان "الجراحة الإنجابية". وفي حديثه عن الجراحة الترميمية لتشوهات مولر الانسدادية، أكد أن العمليات الجراحية التصحيحية عادة ما تكون معقدة وأن المحاولات الجراحية الأولى كانت الأفضل. وقال إن هذه الحالة شائعة نسبياً، حيث يبلغ معدل انتشارها حوالي 4% إلى 7%. وأضاف أن الحالة لها دلالات مختلفة مرتبطة بها بما في ذلك صورة الجسم السلبية، والوصمة الاجتماعية، والعقم، والإجهاض، حيث تؤدي هذه الحالة إلى زيادة معدل الإجهاض وانخفاض معدل المواليد الأحياء ولا تزال تحدياً كبيراً في القطاع.
ومن ثم تحدث سانتياغو ماشيكادو، المدير الطبي لمركز كلينيكا ماشيكادو للطب الإنجابي والعقم في كولومبيا، عن تأثير العضال الغدي على خصوبة السيدات، وخيارات العلاج والنتائج الإنجابية، مؤكداً أن هذه الحالة ليس نادرة. وعلى الرغم من عدم وجود استنتاجات نهائية، إلا أن هناك أدلة سريرية على أن العضال الغدي يقلل من معدل المواليد الأحياء، ويزيد من معدلات الإجهاض.
وتناول الدكتور غسان لطفي، استشاري أمراض النساء والتوليد في المستشفى السعودي الألماني بدبي، في ختام الجلسة سبل إدارة الحالات المزمنة من بطانة الرحم المهاجرة وما يصاحبها من صعوبات في الإنجاب ومعاناة من العقم. وقال إن هذا المرض يرهق المريضة ويكون علاجه إما بخيارات طبية أو جراحية. وشدد على أن الأبحاث قد حذرت من العمليات الجراحية لأنها يمكن أن تسبب مضاعفات تدوم مدى الحياة. وقال "يمكن توقع حدوث مضاعفات خطيرة مدى الحياة بعد إجراء عملية جراحية لعلاج الحالات الشديدة من بطانة الرحم المهاجرة، ويجب أن يكون هناك تعاون بين مركز متخصص في علاج بطانة الرحم المهاجرة وأخصائيين في أطفال الأنابيب والتلقيح الاصطناعي."
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان "تحسين نتائج التلقيح الصناعي"، قدم البروفيسور يعقوب خلف، استشاري أمراض النساء والطب التناسلي في مستشفى جايز آند سانت توماس في لندن، كلمة بعنوان "اختبار استجابة بطانة الرحم: هل أصبح قديماً؟ وأكد: "على الرغم من أن إجراء هذا الاختبار يكون لأغراض تقييمية، إلا أنه رفع آمال المرضى للغاية وسبب لهم في بعض الحالات خيبات أمل كبيرة عند عدم حدوث الحمل. وفي الحقيقة، فإن عمليات التلقيح الاصطناعي دائماً تكون معرضة لعدم النجاح، وهو ما يسلط الضوء على الجوانب العلمية لهذا المجال أكثر أهمية من مزاياه التقنية".
وأضاف بأن إدارة توقعات المرضى قد لا تتم دائماً بشكل جيد. واختتم حديثه مؤكداً على أن العلم اليوم لا ينبغي أن يكون ممارسة فحسب، بل يجب أن يتواصل التقييم الموضوعي في التطبيق السريري وهذا أمر يستغرق سنوات في العادة.
وسيركز اليوم الثاني للمؤتمر على مواضيع حفظ الخصوبة والأورام وتأثيرها على الخصوبة إلى جانب علم الوراثة والعلاج بالخلايا الجذعية والآفاق الجديدة لعلم الأجنة. وسيشهد المؤتمر نقاشات حيوية حول تجميد البويضات للسيدات غير المتزوجات بين 30 و35 عاماً والذكاء الاصطناعي وتقنيات المساعدة على الإنجاب.
وستنطلق في آخر أيام المؤتمر ورش عمل هامة حول تجميد أنسجة المبيض وزراعتها، ومراقبة الجنين والتنظير النسائي وطب النساء التجميلي إلى جانب ورشة عمل تجريبية حول إجراءات أطفال الأنابيب.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر هيلث بلاس الشرق الأوسط السنوي للخصوبة يقدم 23 ساعة للتعليم الطبي المستمر معتمدة من دائرة الصحة – أبوظبي.